تُعتبر فترة المراهقة مرحلة هامة في حياة المرأة، حيث تحدث تغيرات سريعة في الجوانب الجسدية والنفسية والهرمونية. يجب متابعة صحة الإنجاب والمشاكل النسائية والدورة الشهرية عند الفتيات الصغيرات في هذه المرحلة بعناية، وفي حال الحاجة يجب الحصول على المساعدة من المتخصصين. يهدف طب النساء للمراهقات إلى الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي للفتيات في هذه الفئة العمرية، والكشف المبكر عن المشكلات الصحية، وتوجيه عملية العلاج عند الضرورة.

مرحلة المراهقة والتغيرات النسائية

تبدأ فترة المراهقة عادة بين عمر 9 و16 سنة، وتستمر لعدة سنوات. خلال هذه الفترة تحدث العديد من التغيرات في أجسام الفتيات:

• بداية الدورة الشهرية (الحيض الأول): من أبرز علامات البلوغ هي أول دورة شهرية. عادةً ما تبدأ بين عمر 12 و13 سنة، ولكن يمكن أن تبدأ مبكرًا أو متأخرًا عند بعض الفتيات.
• التغيرات الهرمونية: يتم تنظيم الدورة الشهرية بواسطة هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون. هذه الهرمونات تؤدي إلى نمو الجسم، وتطور الثديين، وتغيرات في الأعضاء التناسلية.
• النمو الجنسي: في فترة المراهقة، يزداد نسيج الدهون في الجسم، ويتطور الثدي، وتنمو الأعضاء التناسلية، وتحدث تغييرات جسدية أخرى.

المشاكل النسائية الشائعة في فترة المراهقة

تتميز فترة المراهقة بعدم استقرار الهرمونات والتغيرات السريعة، مما قد يؤدي إلى ظهور مشكلات نسائية مختلفة، منها:

• عدم انتظام الدورة الشهرية: يمكن أن تكون الدورة غير منتظمة في هذه المرحلة. قد يستغرق تكوين دورة منتظمة عدة سنوات بعد أول دورة. لكن تكرار الدورة أو طول مدتها بشكل مبالغ فيه، أو الآلام الشديدة قد تكون علامة على وجود مشكلة صحية.
• آلام الدورة الشهرية (عسر الطمث): مشكلة شائعة بين المراهقات، حيث تحدث آلام في أيام الحيض الأولى وعادة ما تخف مع مرور الوقت.
• الالتهابات المهبلية: يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية في فترة المراهقة إلى زيادة احتمال الإصابة بالالتهابات المهبلية. من المهم توعية الفتيات بنظافة المهبل قبل بدء النشاط الجنسي.
• متلازمة تكيس المبايض (PCOS): اضطراب هرموني يظهر بعدم انتظام الدورة، وزيادة نمو الشعر، وزيادة الوزن، وهو شائع بين المراهقات.
• التثقيف الجنسي والدعم النفسي: فترة المراهقة مهمة أيضًا لتشكيل الهوية الجنسية والتطور النفسي. يجب توفير معلومات صحيحة حول الجنس ووسائل الحماية وأجسامهن للفتيات.

طب النساء للمراهقات والمتابعة الصحية

عادةً ما تُجرى الفحوصات النسائية في المراهقة عند الحاجة الطبية فقط، ولكن في بعض الحالات يجب متابعة صحة المراهقات:

• الفحص النسائي الأول: قد يكون ضروريًا إذا كانت الدورة غير منتظمة أو ظهرت مشاكل صحية أخرى. يجب تشجيع الفتيات على الخضوع للفحص دون خجل أو خوف.
• التثقيف الجنسي والوقاية: يجب أن تمتلك الفتيات معلومات صحيحة عن الصحة الجنسية ووسائل منع الحمل والأمراض المنقولة جنسيًا. هذا يساعد في تطوير سلوك جنسي صحي من سن مبكرة.
• الدعم النفسي والاجتماعي: فترة المراهقة فترة صعبة جسديًا ونفسيًا. من المهم دعم الفتيات نفسيًا لمساعدتهن على تقبل أجسامهن وتطوير هوية جنسية صحية.

متابعة انتظام الدورة الشهرية في فترة المراهقة

يرتبط عدم انتظام الدورة بالتغيرات الهرمونية والعمليات الفسيولوجية. ولكن يمكن أن يشير تكرار عدم الانتظام إلى وجود مشاكل صحية. قد يقترح الطبيب علاجًا هرمونيًا أو تغييرات في نمط الحياة لتنظيم الدورة.

يراقب الطبيب صحة الفتيات في فترة المراهقة ويوجههن بالعلاج الصحيح والتعليم لضمان نمو صحي. يجمع هذا الدعم بين التطور الجسدي والنفسي ليتمكنوا من التعبير عن أنفسهن بثقة والحصول على التعليم اللازم لحياة جنسية صحية في المستقبل. الهدف هو تزويد المراهقات بالمعلومات الصحيحة حول الصحة الإنجابية وتحسين جودة حياتهن.