سرطانات النساء هي سرطانات تتطور في الأعضاء التناسلية الأنثوية، وعند اكتشافها في مراحلها المبكرة تكون نسب نجاح العلاج مرتفعة جداً. إن الفحوصات الدورية المبكرة لها أهمية بالغة في صحة المرأة، حيث تساعد على اكتشاف سرطانات مثل سرطان عنق الرحم، سرطان بطانة الرحم، سرطان المبيض، وسرطان المهبل في مراحلها الأولى.

طرق الفحص والتطبيقات

1. تصوير الثدي بالأشعة (ماموجرافي) وتصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية (USG)

يُعدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، ويمكن تشخيصه في مراحله المبكرة من خلال الفحص الدوري. الماموجرافي هو تصوير لأنسجة الثدي بأشعة سينية منخفضة الجرعة، ويستخدم لاكتشاف العلامات المبكرة لسرطان الثدي. أما تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية فيُعدّ وسيلة داعمة للماموجرافي، ويكون أكثر فائدة لدى الشابات والنساء ذوات النسيج الكثيف في الثدي.

• الماموجرافي: يُنصح بإجرائه كل سنة أو سنتين بعد سن الأربعين، بينما النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي يجب أن يبدأن الفحص في سن أبكر.
• تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية: يُفضل للشابات أو في الحالات التي لا يمكن فيها الحصول على صورة واضحة بالماموجرافي.

2. مسحة عنق الرحم (Pap Smear) وفحص فيروس HPV

سرطان عنق الرحم غالباً لا يُظهر أعراضاً في مراحله الأولى، لكن يمكن اكتشافه عبر الفحوصات الدورية. مسحة عنق الرحم وفحص فيروس الورم الحليمي البشري هما من أكثر الطرق فعالية للكشف عن التغيرات الخلوية في عنق الرحم.

• مسحة عنق الرحم: يتم أخذ عينة من خلايا عنق الرحم وفحصها في المختبر، وهي من الفحوصات المنقذة للحياة في التشخيص المبكر. يُنصح بإجرائها كل 3 سنوات ابتداءً من سن 21.
• فحص HPV: يكشف عن وجود فيروس HPV، وهو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، ويُجرى عادةً للنساء فوق سن 30 مع مسحة عنق الرحم.

3. الفحص بالموجات فوق الصوتية والكحت (كورتاج)

الفحص بالموجات فوق الصوتية مفيد جداً في اكتشاف سرطانات النساء. على سبيل المثال، يمكن اكتشاف سرطان بطانة الرحم وسرطان المبيض في مراحله المبكرة. الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل يعطي صورة دقيقة للأعضاء الحوضية ويكشف عن وجود كتل غير طبيعية.

• الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل: يُستخدم لفحص الرحم والمبايض والأعضاء الحوضية الأخرى، ويمكنه كشف زيادة سمك بطانة الرحم أو وجود أكياس مشبوهة.
• الكحت (الكورتاج): إذا أظهرت نتائج الفحوصات مؤشرات مشبوهة، يتم أخذ عينة من بطانة الرحم لفحصها، وهو إجراء مهم للكشف عن الخلايا غير الطبيعية أو الأنسجة التي قد تحمل خطراً للإصابة بالسرطان.

4. طرق فحص وتصوير أخرى

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم كأحد أساليب التصوير المتقدمة في تشخيص أمراض مثل سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم، ويُعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي فعالاً بشكل خاص في تحديد مدى انتشار السرطان.
  
  
• الخزعة: إذا تم اكتشاف كتلة مشبوهة في التصوير بالموجات فوق الصوتية أو في الفحوصات الأخرى، يمكن إجراء عملية الخزعة. تعتبر الخزعة ضرورية لوضع التشخيص المؤكد لخلايا السرطان.

التوصيات المهمة للفحص المبكر والتشخيص المبكر والعلاج

• سرطان عنق الرحم: يُنصح كل امرأة بإجراء اختبار مسحة عنق الرحم (Pap smear) كل ثلاث سنوات ابتداءً من سن 21. بالإضافة إلى ذلك، بعد سن الثلاثين، توفر الفحوصات التي يتم إجراؤها مع اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) نتائج أكثر أمانًا.
• سرطان الثدي: يُوصى بإجراء تصوير الثدي الشعاعي (ماموجرام) سنويًا بعد سن الأربعين. إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، فمن المهم إجراء الفحوصات في سن مبكرة.
• سرطان المبيض: نظرًا لأن سرطان المبيض غالبًا لا يُظهر أعراضًا، يجب متابعة النساء اللاتي لديهن عوامل خطر واضحة (على سبيل المثال، الاستعداد الوراثي) بانتظام باستخدام الموجات فوق الصوتية والخزعة.
• سرطان بطانة الرحم: النساء اللواتي يعانين من نزيف بعد سن اليأس أو من نزيف حيض غزير يجب أن يخضعن لفحص نسائي لمتابعة بنية الرحم الداخلية بالموجات فوق الصوتية، وإجراء عملية الكحت عند الضرورة.

يقوم طبيبك، مع مراعاة الاحتياجات الصحية الفردية لكل امرأة، بوضع خطط فحص وعلاج مخصصة. ويهدف إلى تقديم جميع خدمات الفحص والاختبار المتعلقة بالسرطانات النسائية بطريقة آمنة وشاملة، لحماية صحة المرضى وتحسين جودة حياتهم. الهدف هو حماية صحة المرأة وضمان اكتشاف وعلاج السرطانات المحتملة في مراحلها المبكرة.